الذهب : يتخطى حاجز 3,375 دولار مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية: التحليل الفني يشير لصعود محتمل بتاريخ 05/08/2025

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال جلسات التداول الأخيرة، حيث تخطى المعدن الأصفر حاجز 3,375 دولار للأونصة، مدعومًا بجملة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي زادت من جاذبيته كملاذ آمن. يأتي هذا الارتفاع وسط ضعف في أداء الدولار الأمريكي، وتزايد التوقعات بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل خلال سبتمبر 2025.
ارتفاع الذهب مدفوعًا بضعف الدولار وتوقعات الفائدة
وفقًا لوكالة رويترز، فإن البيانات الأمريكية الصادرة مؤخرًا، والتي أظهرت تباطؤًا في نمو الوظائف، قد دفعت الأسواق نحو توقعات أقوى بخفض الفائدة، حيث تجاوز احتمال التخفيض حاجز 92%. هذه التوقعات انعكست بشكل مباشر على أسعار الذهب، الذي يتأثر سلبًا بأسعار الفائدة المرتفعة نظرًا لأنه أصل لا يدر عوائد، بينما ترتفع قيمته عندما تتراجع عوائد الأصول البديلة مثل السندات والدولار.
من جهة أخرى، قامت مجموعة Citi المالية برفع توقعاتها لسعر الذهب خلال الأشهر الثلاثة القادمة إلى ما بين 3,500 و3,600 دولار للأونصة، مشيرة إلى النظرة السلبية لأداء الاقتصاد الأمريكي وتراجع البيانات الكلية كمحركات أساسية لهذا الصعود المرتقب.
تحليل فني لحركة الذهب على إطار الساعة
من الناحية الفنية، يظهر تحليل الرسم البياني للذهب على إطار الساعة (H1) إشارات مختلطة، إلا أن المؤشرات تميل نحو الإيجابية مع مرور الوقت. فبينما تُظهر مؤشرات الزخم مثل RSI وMACD بعض علامات الضعف أو التصحيح المؤقت، تُعطي المتوسطات المتحركة (Moving Averages) إشارات شراء واضحة، مع 9 إشارات شراء مقابل 3 فقط للبيع بحسب منصة Investing.com.
وقد تمكن الذهب خلال جلسة اليوم من اختراق مقاومة فنية مهمة عند مستوى 3,375 دولار، وهو ما يُفسر استمرار الزخم الصعودي على المدى القصير. وإذا استمر السعر بالتحرك أعلى هذا المستوى، فقد نشهد استهدافًا سريعًا لمناطق 3,390 إلى 3,400 دولار.
أما في حال فشل السعر في الثبات أعلى 3,375 دولار، فقد يعيد اختبار مستويات الدعم عند 3,360 ثم 3,350 دولار. أي كسر لهذه المستويات قد يؤدي إلى تصحيح أوسع، خصوصًا في ظل وجود تقلبات مرتقبة مرتبطة بالتصريحات المقبلة من مسؤولي الفيدرالي الأمريكي.
العوامل الجيوسياسية والاقتصادية تزيد من جاذبية الذهب
لم يكن الارتفاع الأخير للذهب مرتبطًا فقط بالتطورات الاقتصادية، بل ساهمت التوترات الجيوسياسية، خصوصًا التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والهند، في رفع شهية المستثمرين نحو الذهب كأصل آمن. فمع ارتفاع احتمالات فرض تعريفات جمركية إضافية، يتجه المستثمرون بشكل أكبر نحو التحوّط من خلال الذهب، خصوصًا في ظل بيئة ضبابية عالميًا.
ويُذكر أن تقارير اقتصادية سابقة أشارت إلى أن الطلب على الذهب من البنوك المركزية العالمية، لاسيما في الصين والهند، لا يزال قويًا، مما يعزز من استقرار السعر عند المستويات المرتفعة الحالية. كما أن تراجع شهية المخاطرة في أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية يعزز من تدفقات الاستثمار نحو الذهب.
توقعات المحللين لمستقبل الذهب :
تُجمع معظم التحليلات الصادرة عن بيوت الخبرة العالمية أن الذهب سيبقى في مسار صاعد طالما ظلت السياسات النقدية العالمية تميل نحو التيسير. وتشير التقديرات إلى أن الذهب قد يستقر فوق 3,000 دولار للأونصة على المدى المتوسط، مع إمكانية وصوله إلى مستويات تاريخية جديدة إذا استمرت البيانات الاقتصادية في دعم سيناريو خفض الفائدة.
خلاصة
صعود الذهب خلال جلسات اليوم، مدفوعًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية والتوترات الجيوسياسية، يمثل تحركًا استراتيجيًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان في أصول أقل تقلبًا. التحليل الفني على الإطار الزمني الساعة يُظهر إشارات إيجابية مشروطة ببقاء السعر فوق مستويات المقاومة الرئيسية.
هذا تحليل تعليمي فقط وليس نصيحة استثمارية.