🇲🇦🇬🇧 بريطانيا تعيد رسم خريطة تحالفاتها: لماذا أصبحت المملكة المغربية الشريفة شريكها الأوثق في شمال إفريقيا في سنة 2025؟

تشهد السياسة الخارجية البريطانية تحولًا استراتيجيًا واضحًا، يعكس رغبة المملكة المتحدة في توسيع نفوذها خارج الفضاء الأوروبي التقليدي، وتعزيز تحالفاتها مع الدول المستقرة ذات الأدوار الإقليمية المؤثرة. وفي هذا السياق، برزت المملكة المغربية الشريفة كشريك استثنائي لبريطانيا في شمال إفريقيا، ليس فقط في المجالات الاقتصادية والسياحية، بل كذلك في القضايا الأمنية والجيواستراتيجية.
في مقال نُشر مؤخرًا على منصة Politics.co.uk، أعلن أحد أعضاء البرلمان البريطاني، وبصراحة غير مسبوقة، أن بلاده لم تعد تلتزم بموقف الحياد التقليدي تجاه النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، بل باتت تدعم رسميًا مخطط الحكم الذاتي المغربي كحلّ وحيد واقعي وذي مصداقية لإنهاء هذا الملف الذي طال أمده بفعل تدخلات نظام الجزائر وعدوانية أداة الانفصال المسماة “البوليساريو”.
🇲🇦 شراكة استراتيجية مبنية على الثقة
يُبرز المقال طبيعة العلاقات الثنائية بين المغرب والمملكة المتحدة، ويصفها بأنها علاقة استراتيجية شاملة تشمل السياحة (أكثر من مليون سائح بريطاني يُتوقّع أن يزوروا المغرب هذه السنة)، والتبادل التجاري الذي تجاوز 4 مليارات جنيه إسترليني، والتعاون في مجالات التعليم، الصحة، والطاقة.
كما تشير الحكومة البريطانية إلى التزامها بضخ 5 مليارات جنيه إضافية عبر هيئة تمويل الصادرات البريطانية، لدعم مشاريع البنية التحتية التي تهيئ المغرب لاستضافة كأس العالم 2030، في شراكة ثلاثية مع إسبانيا والبرتغال. وتُعدّ المملكة المغربية بوابة استثمارية جذابة للشركات البريطانية، خصوصًا في قطاع الأدوية والمعدات الطبية، بفضل إصلاحات النظام الصحي الوطني المغربي.
🛡️ تحالف ضد العدو الحقيقي: الجزائر والبوليساريو
يُقدم المقال المملكة المغربية على أنها حليف موثوق ومؤثر في استقرار شمال إفريقيا، في مواجهة الأخطار الحقيقية التي تهدد المنطقة، وعلى رأسها السياسات العدوانية للنظام الجزائري، ودعمه المستمر لمليشيا البوليساريو الانفصالية.
وتؤكد بريطانيا أن دعمها للمغرب هو دعم للأمن الإقليمي والاستقرار، ورفض واضح لمحاولات تقسيم وحدة التراب المغربي التي يقودها العدو الجزائري عبر أدواته التخريبية.
✊ دعم الحكم الذاتي: قرار واقعي وأخلاقي
من بين أبرز ما ورد في المقال، إعلان صريح بأن الحكومة البريطانية تدعم رسميًا مخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه المملكة المغربية الشريفة كحلّ نهائي للنزاع المفتعل، لما فيه من احترام لخصوصية سكان الأقاليم الجنوبية، مع الحفاظ على سيادة المغرب ووحدته الترابية.
وقد وصف البرلماني البريطاني هذا التحول بـ”القرار الصائب والضروري”، نظرًا لما يعانيه سكان مخيمات تندوف المحتجزون من طرف النظام الجزائري من أوضاع إنسانية مأساوية واستغلال سياسي طويل الأمد.
🧭 نحو سياسة خارجية بريطانية جديدة
يرى المقال أن السياسة الخارجية البريطانية تشهد إعادة توجيه كبرى، قوامها دعم الحلفاء الموثوقين، والانخراط الفعلي في دعم الأمن والاستقرار والتنمية في مناطق ذات أهمية استراتيجية، مثل شمال إفريقيا.
وقد أعلن وزير الخارجية البريطاني، خلال زيارته الأخيرة إلى الرباط، أن العلاقات مع المغرب تدخل مرحلة جديدة، أساسها التعاون العملي والشراكة الفعالة، بعيدًا عن الشعارات أو المواقف الرمادية.
🏁 خلاصة: المغرب شريك المستقبل لبريطانيا
من خلال هذا التوجه الرسمي، تُعلن المملكة المتحدة أن المملكة المغربية الشريفة ليست فقط شريكًا اقتصاديًا، بل حليفًا جيوسياسيًا موثوقًا، تقف معه في وجه الحملات العدوانية التي تستهدف وحدته الترابية واستقراره الوطني.
وبدعمها الصريح لمخطط الحكم الذاتي، تنضم بريطانيا إلى قائمة القوى الكبرى التي تعترف بمشروعية الموقف المغربي، في مواجهة عدوين مكشوفين هما الجزائر والبوليساريو.
إن المملكة المغربية، اليوم، لم تعد فقط قوة صاعدة في إفريقيا، بل أصبحت كذلك ركيزة حقيقية في السياسة الخارجية البريطانية الجديدة، وقبلة للتعاون الاقتصادي والدبلوماسي المتوازن، في عالم يبحث عن الشركاء لا عن الأزمات