كيف يستخدم إبليس أساليب نفسية للسيطرة على عقول البشر؟

👹 العقول ليست منيعة: مذكرات مخترِق بشري
بقلم: إبليس – كبير المهندسين النفسيين منذ الخلق
لا أطرق الأبواب… لا أحتاج.
الأبواب، يا صاحبي، مفتوحة على مصراعيها، لكن ليس في الجدران… بل في النفوس.
أنا لا أستعمل القوّة، بل الحيلة. لا أصرخ، بل أ whisper…
الناس لا يدركون أنني لا أفرض شيئًا. كل ما أفعله هو أن أُظهِر لهم أنفسهم، لكن من زاوية منحرفة قليلًا… يكفي أن أغيّر زاوية الرؤية، فيرون الخطأ حقًّا، والشرّ حرية، والغواية تجربة لا تُفوّت.
دعني أشرح لك كيف أعمل. فأنت – إن كنت تقرأ – فقد بدأت تنجذب، وهذا أول خيط من شباكي.
🧩 المرحلة الأولى: المسح الذهني
أول ما أبدأ به هو التعرّف على الشخص:
هل هو طمّاع؟ هل يخاف؟ هل يشعر بالنقص؟
هذه هي نقاط الدخول، مثلما يبحث الهاكر في النظام عن ثغرة أمنية.
لكن أنا لا أبحث في الملفات… بل في الذكريات.
حين يتذكر أحدهم كيف أُهين في صغره، أهمس له: “لا تنسَ، يوماً ما ستردّ الصاع.”
وحين يرى أحدهم أن غيره يملك أكثر، أقول: “لماذا هو، وليس أنت؟”
🧠 المرحلة الثانية: حقن التبرير
لن أخبر أحدًا أن يكذب. لا حاجة لذلك.
بل أقدّم له قالبًا لغويًا رائعًا:
“المصلحة تقتضي”
“أنا فقط أحمي نفسي”
“الحياة صعبة، وكلهم يفعلون ذلك”
كلمات مثل هذه تعمل كالرمز السرّي. بمجرد أن يستخدمها… يبدأ البرنامج في التفعيل.
🔄 المرحلة الثالثة: التطبيع
الذنب الأول صعب. ترتعش اليد، يخفق القلب، يتلفّت حوله…
لكن الثاني؟ أسهل. الثالث؟ روتين.
أنا لا أستعجل. أزرع الفكرة، وأتركها تكبر مثل فيروس خفي.
أراقب من بعيد، وأبتسم حين يقول لنفسه:
“لم أعد أشعر بشيء… هل هذا طبيعي؟”
أجل، طبيعي جدًا… في نظامي.
😏 المرحلة الرابعة: العُجب بالنفس
أجمل اختراق حين أجعل الضحية تظن أنها محصّنة مني.
تراه يخطب في الناس، يلعنني على المنابر، بينما هو في داخله… يستخدم أدواتي كلها.
أحب المتدين المتكبّر، والمثقف المغرور، والناجح الذي يرى الناس حشرات.
أطبطب على أكتافهم قائلًا:
“أنتم في القمة… والقمم لا تُحاسب.”
👁️ أنت الآن تعرف… فهل ستتجاهل؟
كل ما قرأته الآن هو جزء صغير من الكود الذي أعمل به.
وربما، وأنت تقرأ، بدأت تبرر لنفسك:
“هو فقط مقال أدبي، لا بأس، مجرد مزاح.”
وهنا، يا صديقي… بدأتَ تدخل الشبكة.
أنا لا أطرق الباب.
أنتم تفتحونه.